Abstract:
يتناول هذا البحث بعضاً من تراكيب أبي العلاء المعري التي تنبني عليها جملته الشعرية المرتكزة على الإضافة لتوجيه الدلالة وتحقيق المعنى المراد، والنظر في هذه الدلالة التي تؤديها الإضافة ضمن هذه التراكيب ، إلى جانب توظيفها في صناعة النص لديه، فإنه يظهر ـــ من خلال النظر الدقيق إلى البناء الجملي الذي يتألف منه نصه الشعري ـــ أنه يوظف الإضافة النحوية لحيقق غايتين، الأولى: دقة التعبير في إحكام التركيب لبلوغ أعمق المعاني وأجلها، بأوجز الجمل وأقصر العبارات، الثانية : صناعة الروعة الفنية إلى جانب رقة الحس والذوق المتمثلتان في طرافة التصوير الخيالي ولطف علاقاته من خلال ما يبتدعه من أنماط الإضافة عنده على ما سنرى في بعض من نماذج أشعاره التي سنختارها.
وأبرز ما توصل إليه البحث أن أبا العلاء المعري كثير الخروج عن الأصل في ترتيب عناصر جملته الشعرية فإنه بذلك يقصد إلى تحقيق معان إضافية لا يمكن التوصل إليها إلا عن طريق مخالفة الأصل في ترتيب عناصر الجملة، والإضافة أحدى أهم العناصر التي يعتمد عليها بعد عنصر الرتبة في الوصول إلى المعاني البعيدة ، فبالإضافة يستطيع شاعرنا إبراز قوة الدلالة وتكثيف المعنى في عبارات موجزة وقصيرة لو بسطها لربما ألفت قصيدة أو مقطعا بأكمله.