Abstract:
يتناول هذا البحث مؤشرات تدهور الأمن الغذائي بالريف بالشمالي والجنوبي بمحلية كوستي ولاية النيل الأبيض. تعتبر هذه المحلية من المحليات التي حباها الله بموارد طبيعية وفيرة ، وموقع جغرافي متميز ومناخ يلائم الإنتاج الزراعي عموما ، رغم عن ذلك نجد أن العديد من سكانها يعانون من الفقر وكثرة التعرض لنقص الغذاء بدرجات ومستويات متفاوتة عليه يهدف هذا البحث إلى اهم مؤشرات نقص الغذاء بالمنطقة ومعرفة حجم هذا التدني في توفر الغذاء. و محاولة إيجاد الحلول الناجعة لهذه المشكلة بتقديم توصيات من شانها المساهمة في حلها .
استخدمت الدراسة منهج الايكلوجيا السياسية إلى جانب المنهج الوصفي و التحليلي الإحصائي والاستقرائي معتمدةً على أدوات مختلفة في جمع البيانات من أهمها الملاحظة والمقابلة الشخصية والاستبيان. استخدمت العينة العشوائية البسيطة في جمع المعلومات بلغ حجمها 300 استمارة تمثل المجتمع تمثيل كاملاً وتم تحديد حجمها باستخدام المعادلات الإحصائية وتم تحليلها وتفسيرها بالأساليب الإحصائية ببرنامج (SPSS), إضافة إلى المصادر الثانوية التي تمثلت في المراجع والتقارير والبحوث . و قد خلصت الدراسة إلى أن المنطقة تعيش في فجوة غذائية بلغت 33425طن ونسبة اكتفاء ذاتي بلغت 65% عام2008م . كما تم حساب الفجوة الغذائية المستقبلية المتوقعة للفترة من (2008-2053) والتي بلغت 79277 طن من الحبوب الغذائية للفترة الأولى للإسقاط 2023م و 245700 طن للفترة الثانية للإسقاط 2053م و نسبة اكتفاء ذاتي بلغ20% فقط.
وعلى ضوء هذه النتائج أوصت الدراسة بضرورة الاهتمام بقطاع الزراعة المطرية بشقيها الآلي والتقليدي باعتبارها ركيزة الأمن الغذائي بالمنطقة. فضلا عن الاهتمام بمشاريع الأسر المنتجة وإدخال الصناعات الريفية والحرف اليدوية و الاهتمام بالخدمات الصحية والتعليمية وتفعيل دور القائم منها ونشر الوعي الغذائي وتفعيل وحدة الأمن الغذائي والمنظمات الطوعية والحكومية للمساهمة في سد الفجوة الغذائية بالمنطقة