Abstract:
يشتمل هذا البحث على وجوه أداء صوتية تفنن العلماء العرب المسلمون في تتبعها ودراستها وتقعيدها وتعليلها، سابقين إلى كثير من قوانين علم وظائف الأصوات phonologieالتي أرستها الدراسات الصوتية الحديثة، كقانون الجهد الأقلLe moindre effortوقانون القوةEnergieوقانون المماثلة Assimilationوغيرها.
يحاول هذا البحث أن يجلي بعض هذه القوانين والعلل الصوتية في القراءات القرآنية
يعود تاريخ اهتمام علماء العربية بالصوت إلى عهد تقعيدِهم القواعدَ وتأسيسِهم النحوَ، بل يكاد يسبق ذلك، ولعل خبر أبي الأسود حين وضع رموز الحركات يجلي شيئًا من هذه الأولية: جاء أبو الأسود إلى زياد فقال لـه: اِبْغِني كاتبًا يفهم عني ما أقول، فجيء برجل من عبد القيس فلم يرض فهمه، فأتي بآخر من قريش فقال لـه: إذا رأيتني قد فتحت فمي بالحرف فانقط نقطة على أعلاه، وإذا ضممتُ فمي فانقط نقطة بين يدي الحرف، وإذا كسرت فمي فاجعل النقطة تحت الحرف، فإن أتبعت شيئًا من ذلك غنة فاجعل النقطة نقطتين، ففعل. فهذا نقط أبي الأسود ومن هنا نشأت ألقاب الحركات في العربية، وعدَّت من أكثر ألقاب الأصوات توفيقًا.