Abstract:
الرَّحمة طبيعة أودعها الله في قلوب البشر ، فبالرحمة تجتمع القلوب، وبالرفق تتآلف النفوس ، وهي من المعاني السامية التي تطرق إليها القرآن في آياته الكريمة ، وحثَّ عليها نبينا محمد صلَّى الله عليه وسلم في سنته. تهدف هذه الدراسة إلى تقصِّي المظاهر الدلاليِّة والاشتقاقيِّة للرَّحمة في القرآن الكريم من خلال التعرُّف على أهميِّة هذه المفردة ، وما لها من قيم ومعانِ في الإسلام ، وبيان دلالة كلِّ صيغة من تلك الصيغ كدلالتها على المبالغة والثبوت ، أو الاشتراك، وما أشبه ذلك ، وذكر جماليات التعبير القرآني في العدول عن الصيغ القياسية إلى إحدى هذه الصيغ ومقارنتها بما ورد من نفس مادتها على الصيغة القياسية مثل : الرَّحمن ، الرَّحيم ، الراحم ، الرحمة ، الرحم ، المرحمة .
وقد رجع الباحث إلى أمهات الكتب في الصَّرف واللغة والتفسير لمعرفة ما قال أهل العلم في دلالات هذه الصيغ ؛ لتكون لهذه الدراسة أصولٌ تقوم عليها ، ومستندٌ يعضِّد ما تنتجه وتذهب إليه .تنحصر مشكلة البحث في ، المظاهر الدلالية والاشتقاقية للرحمة في القرآن الكريم ،والوقوف على اشتقاقاتها المتعددة، وأثر هذه المشتقات في إثراء المعاني واتِّساعها من خلال السِّياق في النظام اللغوي.
تنبع أهميِّة الدِّراسة من كون الرَّحمة من القيم الرفيعة التي حثَّنا عليها الله تعالي في القرآن الكريم في مواضع عديدة، ودلل على أهميِّتها، وللإيفاء بمتطلَّبات الدراسة استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي الذي يعتمد على وصف الظاهرة.
تتألف الدراسة من أربعة محاور : المحور الأول : تعريف لفظي الدِّلالة والاشتقاق ، المحور الثاني : مفهوم الرَّحمة في اللغة والاصطلاح، والمحور الثالث : بيان المعاني المتعددة للرَّحمة عند مفسري القرآن الكريم .أمَّا المحور الرابع : ينحصر في بيان المشتقات التي وردت منها في القرآن ، وأثر ذلك في تعدد المعنى .